عالم الديكور بالنسبة لسارة السبيعي مجال رحب للابداع والتفنن والابتكار، لذا حرصت على ان تكون اعمالها مرآة تعكس حسها الفني الراقي وقدرتها الفذة في هذا المجال.
«احد الصحف المتألقة» التقت سارة، وكان لنا معها هذا اللقاء.

* اسم المصممة سارة السبيعي لامع في عالم تصميم الديكور فهل بامكانك اعطاءنا لمحة تعريف عنك وعما يمثله عالم التصميم الداخلي لك؟
ـ لا استطيع ان اعرف عن نفسي إلا بانني سارة السبيعي، فتاة سعودية نشأت وترعرعت في السعودية، وحلمت بان اقدم لبلدي وابنائه شيئا مختلفا ولاثبت لنفسي وللآخرين ان في بلدنا كفاءات قادرة على الابداع وتحدي الصعوبات في المجالات كافة. ومنذ صغري، اهتممت بعالم الديكور فتخصصت في هذا المجال في احد المعاهد المتخصصة بتدريس التصميم الداخلي في نيويورك في الولايات المتحدة الاميركية، ثم قمت بافتتاح مكتب نسائي للتصميم الداخلي خاص لتقديم الاستشارة وتنفيذها للسيدات السعوديات في جو يتلاءم مع عاداتنا وتقاليدنا. اما عما يمثله عالم الديكور لي فهو بلا مبالغة بيتي الثاني اشعر به كأنني احلق في عالم من الابداع والخيال الذي يتحول بالصبر والاصرار الى حقيقة انظر اليها بعين من الرضا والحنان كأم ترى وليدها يخطو على الارض.

* الهندسة الداخلية تتطور بتطور الانسان فما هي اللمسات التي تركتها برأيك على طرق تأثيث المنزل/ القصر اليوم؟ ان كانت الاقمشة او الالوان؟ وهل اعطت مجالا اكبر للابتكار والتفنن في بحر عالم الديكور الذي يلفه الرقي والجمال من كل جانب؟
ـ ان المصمم الناجح هو الذي يطلق لخياله العنان للابداع والابتكار مع الاحتفاظ بالخطوط الرئيسية التي يقوم عليها عالم التصميم الداخلي، وانا احب الابداع في الالوان، سواء من طلاء او اقمشة فمثلا تجدينني اليوم في هذا المنزل استخدم ألوانا جريئة مثل الفيروزي والعنابي، سواء في الطلاء او الاقمشة، كذلك ابتعد عن ما هو مألوف، لكنه ابتعاد حذر يحقق معادلة الجمال والابداع ويبتعد عن التنافر المزعج للعين، اما الابتكار فيتم بطرق توزيع الالوان والاكسسوارات والاضاءة، فلكل مصمم لمسته الخاصة التي تدل عليه. وعني أنا، فانا اعشق الفخامة الراقية واحب ان اتوج اعمالي جميعا بهما.

* في كل مشروع كيف توظفين خبرتك في اغناء العمل؟
ـ يعتمد ذلك على شخصية صاحبة المنزل، فالمصممة الناجحة هي التي تجلس مع صاحبة المنزل لتتعرف على شخصيتها وذوقها ورغباتها واحتياجاتها الشخصية والاسرية للمنزل. بعد ذلك تنطلق في التصميم لتدمج العلم مع الخبرة لتترجم رغبات صاحبة المنزل. ودوري أنا كمصممة هو توظيف خبرتي واسداء النصائح واطلاعها على ما يناسبها وعلى كل ما هو جديد او مستهلك في المجتمع والعالم.

* ما الخطوط العريضة التي تتبعينها في تصميم ديكور القصر الذي في عهدتك؟ وكيف توفقين بين ذوق صاحبة المنزل والخط المتبع لتنفيذ ديكور المنزل؟
ـ دائما اتبع الطراز المعماري للمنزل، فليس من المعقول ان يكون الطراز المعماري للقصر كلاسيكيا وتكون تصاميم الاثاث «مودرن» او ريفية مثلا او العكس. وفي هذا المنزل، اعتمد التصميم المعماري على الطراز الكلاسيكي حسب رغبة اصحابه، فقمنا بإظهار الفخامة الكلاسيكية في قطع الاثاث كما استعملنا الاضاءة بعدة طرق منها المتحرك ومنها الثابت، واستخدمنا الالوان الدافئة والاقمشة الفخمة، أما الستائر المطرزة بخيوط الذهب الانتيك ومتوجة بالخشب المحفور، كذلك الاكسسوارات التي تعتبر من مكملات الاناقة لكل منزل، اتت على نفس مستوى الفخامة من لوحات زيتية ومفارش وخداديات كل ذلك وظفناه من اجل اكمال لوحة الجمال والاناقة داخل البيت.

* ما الالوان والطرازات الطاغية هذا العام؟ وما هي الالوان التي تفضلين استخدامها عند تصميم ديكور معين؟
ـ نلاحظ منذ سنين قريبة وليس هذا العام الاتجاه الى العودة للكلاسيكية المريحة واقصد بها اخف لمسات الكلاسيكية، فبعد ان طغى الطراز الحديث أي المودرن على بيوتنا لسنين عدة ابتدأ الآن بالانحسار وبقوة لتعود وتتربع الكلاسيكية على العرش. فالشعب السعودي يعشق الفخامة في كل ما يحيط به. اما عن الالوان التي استخدمها فانا اعشق الوان الطبيعة من درجات البيج والترابي والاصفر والازرق والعنابي والاخضر والبني، لكن المهمة الصعبة هي في توظيف هذه الالوان لخدمة التصميم الذي بيدي ويحكمني احيانا كثيرة ذوق العميل الذي هو صاحب القرار الاخير في الوان منزله او مكتبه.

* يقولون ان ديكور المنزل يعكس ذوق وشفافية صاحبة المنزل فما رأيك في ذلك؟
ـ بالتأكيد المنزل يعكس ذوق صاحبة المنزل، فالمرأة صاحبة ذوق في ملابسها وفي حياتها بالاجمال، إلا انني اشدد ان على السيدة الابتعاد عن التقليد، كي لا يكون منزلها نسخة مشوهة عن بيوت الآخرين وبلا شخصية محددة. وربما لا يتماشى مع احتياجاتها الاسرية والاجتماعية ابدا، لذلك احرص على ان تكون تصاميم مبتكرة وليست نسخا لتصاميم سابقة لي كما تفضل الكثيرات.

* ما رأيك بالظاهرة القديمة الجديدة بين الاثاث الكلاسيكي والمودرن؟ وهل انت مع او ضد ذلك؟ وما هي الطرق المتبعة لدمج هذه النوعية من الاثاث من دون ايجاد أي تنافر او تضاد بينهما؟
ـ يعجبني هذا الدمج، خصوصا لو اخذنا بعين الاعتبار ان الاثاث المودرن مريح اكثر نوعا ما من الكلاسيكي، سواء في الاستعمال او النظر، فالقطعة الكلاسيكية تزخر بالتفاصيل الكثيرة اما المودرن فتفاصيلها هادئة وناعمة ومريحة للنظر. وانا أؤيد هذه الظاهرة، لكن بحذ،ر فعلينا ان نختار القطع من الطرازين متقاربة الشبه في خطوطها الرئيسية كما ان نراعي التناسق في حجم القطع والوانها وطريقة توزيعها في الغرفة حتى لا نخلق جوا متنافرا في المكان وهذه معادلة صعبة لا يتقنها الا اهل الاختصاص.

* المرأة الشرقية تفضل الاثاث الكلاسيكي على المودرن وتحرص على اقتناء صالون كلاسيكي على الاقل في منزلها فما سبب تعلق المرأة بهذا الطراز برأيك؟
ـ كما سبق واشرت الى ان المجتمع الشرقي يحب الفخامة والرقي والدفء فنحن ابناء مجتمعات دافئة، لذلك نشعر بالراحة مع الالوان الكلاسيكية كذلك نعشق الاخشاب او كل ما يمت الى الطبيعة. اضيفي الى ذلك اننا مجتمعات مفاخرة لذلك نحرص على اقتناء صالون كلاسيكي على الاقل في منازلنا.

* نلاحظ استخدام الكلاسيكي في تصاميمك فأي طراز تفضلين الفرنسي او الانجليزي؟
ـ اعشق الكلاسيكية بكل اشكالها وفي تصاميمي لا اتبع طرازا معينا ولكن اتبع مدى تناسب القطع مع بعضها، فقد تجدينني وضعت اريكة فرنسية وبجانبها كرسيا من الطراز الانجليزي. المهم في الامر ان تتناسب مع بعضها بعضا وتعطي للمكان جمالا وفخامة.
* هل تستخدمين اقمشة محلية وكيف يتم الحفر على الاثاث المستخدم؟ وهل هو مستورد من الخارج او محلي؟
ـ لا توجد لدينا مصانع للاقمشة، لذلك نستورد الاقمشة او نحصل عليها من مورديها من ارقى شركات الاقمشة العالمية، اما الاثاث فأغلبه نقوم بتصنيعه في المصانع التابعة لنا ونقوم بالحفر يدويا على كل قطعة حسب التصميم المطلوب.

* هل هنالك اي نصائح تقدمينها للمرأة التي تود تأثيث منزلها؟ وما هي الطرق المتبعة لتأثيث المنزل بطريقة عملية؟
ـ نصيحتي للمرأة التي تود تأثيث منزلها ان تتبع الخطوات الصحيحة، فتقوم مثلا بتوزيع اثاثها على مخطط منزلها لدى مصمم داخلي ثم تبدأ بشراء او تصنيع هذا الاثاث وليس العكس كما هو حاصل مع الكثيرات، كذلك انصحها ان تستشير اهل الاختصاص وليس الباعة في معارض المفروشات الذين لا هم لهم الا ان يقوموا ببيع بضاعتهم، سواء اكانت تناسب منزلها ام لا، اضافة الى ذلك ادعو السيدة الى الابتعاد عن التقليد فمنزلها لا بد ان يعكس احتياجاتها حتى تستطيع العيش به وهي مرتاحة، كما يجب عليها التنبه الى ان ليس كل غال بالضرورة يكون جميلا، فالقطعة اهميتها بوظيفتها وانسجامها مع باقي قطع الاثاث وليس بسعرها. واخيرا، تهمل العديد من السيدات الامور المعمارية لمنزلها لتفاجأ في النهاية انها بشعة ولا تتناسب مع متطلباتها، لذا فمن الضروري ان تولي سيدة المنزل لهذه النقطة اهمية كبرى لا سيما عند وضع الرسومات الاولية لبناء المنزل.